العقل السليم في الجسم السليم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كثيرا ما نسمع مقولة .. العقل السليم في الجسم السليم ..
لكن كيف نصف الجسم السليم ؟
الجسم السليم هو باختصار .. الجسم المعافى الذي تضجّ الصحة في تقاطيعه و قسماته وأعضائه، نضارة في الوجه، اشراقاً في العينين، وقوة في العضلات، وخفة في الحركة، وسرعة في الانجاز ...
وحين يكون الجسم سليماً .. لا يعاني من الضعف أو المرض أو العاهة، فان قواه النفسيّة و البدنية و العقلية تكون سليمة ...
كما تعلمون .. فان الجسد كل متكامل، وكل جانب فيه يستمد بعضاً من قوّته من الجوانب الأخرى ، فالجسد القوي المتماسك المتين يرشّح صاحبه أن يكون ذا عقل قوي، وذا ارادة قوية اذا بذل جهداً جهيداً في تنمية قدراته العقلية و الروحية، مثلما يبذل جهداً في بناء وتقوية و تطوير قدراته البدنية.
والاًَ .. فقد ترى رياضياً ذا بناء جسماني ممتاز، ينهار ازاء ابسط مشكلة تصيبه، أو يضعف أمام رغبة لا يقوى على مقاومتها.
وقد ترى شخصاً أقل منه قوة جسدية، لكنه أكثر منه قوّة ايمانية، فترى الثاني يتحمّل الصدمات، ويصبر على الرغبات أكثر.
فالقوة الروحية تضفي على القوة البدنية قوة مضاعفة، والقوة العضلية تبقى ناقصة اذا لم تستكمل بقوى عقلية وثقافية وروحية تزيدها قوة على قوة.
مثل من أبطالنا العظام لنكون واقعيين أكثر
لقد قلع الامام علي عليه السلام باب خيبر - في معركة خيبر الشهيرة - وهي باب كبيرة ضخمة يعجز جمع من الرجال عن قلعها، وعندما سئل عن قوّتـه تلك قال: لم اقلعها بقوة بدنية بل بقوة ربانية، مما يعني أن القوة الربانية الايمانية الروحية قادرة على تحقيق ما لم تقدر عليه القوة البدنية المحضة.
أما اذا اجتمعت القوى - مادية ومعنوية - وتكاملت و تضافرت فانها تنجب الانسان القوي.
من هنا ..أن فكرة العقل السليم في الجسم السليم لا تهدف الى ان العقل لا يكون سليماً الا ان كان الجسم سليماً .. بل المعنى أعمق .. اذ يهدف الى ضرورة جمع القوّتين العقلية و الجسدية ليكون الانسان قوياً حقاً ..
ييتُ سفحَكِ عن بعدٍ فحييني
يا دجلةَ الخير يا أمَ البساتينِ
حييت سفحك ظمآناً ألوذُ به
لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين ِ
يا دجلةَ الخير يا نبعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحين والحين ِ
أني وردتُ عيونَ الماءِ صافيةً
نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني